دروس في صلح الحديبيه
صفحة 1 من اصل 1
دروس في صلح الحديبيه
المبحث الثاني : فقه وحكم ودروس في صلح الحديبية:
1- عندما وجد سبب مانع من أداء المسلمين لعمرتهم التي أحرموا لها تحللوا ، وبذلك شرع التحلل للمعتمر وأنه لا يلزمه القضاء.
2- أذن الرسول صلى الله عليه وسلم لكعب بن عجرة أن يحلق رأسه وهو محرم ،
لأذى أصابه ، على أن يذبح شاة فدية أو يصوم ثلاثة أيام أو يطعم ستة مساكين
ونزلت الأية { فمن كان منكم مريضا أو به أذى من رأسه ففدية من صيام أو
صدقة أو نسك}.
3- إذن النبي صلى الله عليه وسلم للصحابة بالصلاة في منازلهم عندما نزل المطر.
4- وقعت تطبيقات عملية لمبدأ الشورى في الإسلام ، حيث استشارهم في الإغارة
على ذراري المشركين الذين يساندون قريشاً ، واستشار أم سلمة في أمر الناس
عندما أبطؤوا في التحلل ، وأخذ برأيها.
5- ويستنتج من مدة الصلح أن الحد الأعلى لمهادنة الكفار عشر سنين ، لأن أصل العلاقة معهم الحرب وليس الهدنة.
6- جواز مصالحة الكفار على رد من جاء من قبلهم مسلماً.
7- استحباب التفاؤل لقوله صلى الله عليه وسلم : ( سهل أمركم) وذلك عندما قدم عليهم سهيل بن عمرو مفاوضاً.
8- كفر من يقول : ( مطرنا بنوء كذا وكذا) والصواب أن يقول : ( مطرنا بفضل
الله ورحمته ). قال ذلك الرسول صلى الله عليه وسلم للصحابة عندما صلى بهم
الصبح إثر مطر هطل ليلاً.
9- جواز التبرك بآثار النبي صلى الله عليه وسلم مثل التوضؤ بماء وضؤئه صلى
الله عليه وسلم ، وهو خاص به خلافاً لآثار الصالحين من أمته.
10- السنة لمن نام عن صلاته أو نسيها أن يصليها وإن خرج وقتها ، وذلك لأن
المسلمين ناموا عن صلاة الفجر وهم في طريق عودتهم من الحديبية ولم يوقظهم
إلا حر الشمس ، ونام حارسهم بلال ، فصلوها حين استيقظوا.
11- في الصلح اعتراف من قريش بكيان المسلمين لأول مرة ، فعاملتهم معاملة الند للند.
12- ذهاب هيبة قريش ، بدليل مبادرة خزاعة الانضمام إلى حلف المسلمين دون خشية من قريش كما كان في السابق.
13- أتاح الصلح للمسلمين التفرغ ليهود خيبر خاصة ويهود تيماء وفدك بصفة عامة.
14- أتيح للمسلمين مضاعفة جهودهم لنشر الإسلام ، وفي ذلك قال الزهـري : (
فما فتح في الإسلام فتح قبله كان أعظم منه ، إنما كان القتال حيث التقى
الناس ، فلما كانت الهدنة ووضعت الحرب ، وآمن الناس بعضهم بعضاً ، والتقوا
فتفاضوا في الحديث والمنازعة ، فلم يكلم أحد بالإسلام يعقل إلا دخل فيه ،
ولقد دخل في تينك السنتين مثل من كان في الإسلام قبل ذلك) وعلق ابن هشام
على هذا قائلاً والدليل على قول الزهري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
خرج إلى الحديبية في ألف وأربعمائة في قول جابر ، ثم خرج في عام الفتح بعد
ذلك بسنتين في عشرة آلاف).
15- جاءت نتائج بعض الشروط في مصالح المسلمين من ذلك أن أبا بصير عندما فر
من المشركين ولجأ إلى المسلمين رده الرسول صلى الله عليه وسلم إليهم عندما
طلبوه ، فعدا على حارسيه فقتل أحدهما ، وفر الآخر ، وعاد أبو بصير إلى
المدينة ، وقال للرسول صلى الله عليه وسلم : ( قد والله أوفى الله ذمتك ،
قد رددتني إليهم ثم نجاني الله منهم) فقال النبي صلى الله عليه وسلم : (
ويل أمه مِسْعر حرب لو كان له أحد) ، ففهم أبو بصير نية الرسول صلى الله
عليه وسلم في رده إلى المشركين ، فلجأ إلى سيف البحر، وفهم المستضعفون
المسلمون في مكة إشارة الرسول صلى الله عليه وسلم : ( مسعر حرب ولو كان له
أحدا) ، ففروا من مكة ولحقوا بأبي بصير ، وعلى رأسهم أبو جندل. وتكونت
منهم عصابة ، أخذت تتعرض لقوافل قريش ، فأرسلت قريش إلى رسول الله صلى
الله عليه وسلم تناشده أن يعطيهم الأمان بالمدينة ، فأرسل إليهم ، وهم
بناحية العيص ، فجاؤوا ، وكانوا قريبا من الستين أو السبعين رجلاً.
16- في قصة أبي بصير وأبي جندل ورفقائهم في العيص ، نموذج يقتدى به في
الثبات على العقيدة وبذل الجهد في نصرتها وعدم الاستكانة للطغاة.
السيرة النبوية في ضوء المصادر الأصلية ، للدكتور مهدي رزق الله ، ص 488
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى